responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإسلام في أفريقيا عبر التاريخ نویسنده : الجامي، محمد أمان    جلد : 1  صفحه : 26
يصلي وربما يصلى له.وقد صرح بهذا المعنى أحد رؤسائهم- أحسبه ابن عربي- إذ يقول:
الرب عبد والعبد رب ... فياليت شعري من المكلف
هذه هي المنزلة التي يشمر لها كل شيخ من مشايخ الصوفية كما يعرف ذلك كل من له اتصال بالقوم. وهل يمكن إدخال هذا المعنى في مفهوم الدعوة الإسلامية؟.
وأما البيت الثالث فقد قاله الكولخى الأفريقي وهو يدعوا الناس إلى تقديس نفسه والغلو فيه إلى حد العبادات زاعما أن محبته ورؤيته توجبان للمرء دخول الجنة ولا محالة حيث يقول:
ومن أحبني ومن رآني ... في جنة الخلد بلا بهتان
وأكتفى بهذا النموذج من، كلام القوم كشاهد وكدليل على صفاتهم ومن أراد المزيد فعليه بكتب القوم وهي منشورة في مناطقها والله المستعان.
من هذا الشرح الموجز نتبين أن الإسلام دخل القارة أول ما. دخل بمفهومه الصحيح وخالطت بشاشته القلوب وذاقت حلاوته، ثم بعد فترة غير قصيرة أخذ ينتشر على أيدي جماعة تتمتع بحب الإسلام ولا الخير والهداية للمسلمين ولكنها لم تهضم الإسلام ولم تفهمه حق فهمه وهم التجار.
ولما رأى مشايخ الصوفية خلو الميدان وتقاعس دعاة الحق عن واجبهم نزلوا الميدان ولقبوا أنفسه بما سبق أن سمعناه من الألقاب الخداعة فنزلوا ميدان الدعوة إلى الإسلام ليتاجروا بالدين وليجعلوا الإسلام واجهة لدعوتهم الوثنية أو الإلحادية أحيانا على ما تقدم. فأفسدوها حتى صار أتباعهم ومريدوهم يخشونهم كخشية الله أو أشد

شروط الدعوة
...
(ج) الحكمة والاتزان وعدم الطيش {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [1]، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيرا} [2] والحكمة بأوجز عبارة وأدقها هي اللين في موضع اللين والشدة في موضع الشدة.
(د) تجنب المداهنة وهي من أخطر الصفات في الداعية وهي التودد والتملق للناس على حساب الدين بحيث يعجز في النهاية عن بيان الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراعاة لخواطر الجمهور. فيكون معه إذا صلح الناس صلح معهم وإذا فسدوا فسد معهم.
(هـ) الصبر والتحمل لأن علاج الأوضاع القائمة في الأقطار الإسلامية يحتاج زمنا طويلا يقرب من طول عمر الجاهلية المزمنة أو أطول.
وإذا ما طبقنا هذه الشروط أو ما يقاربها من الصفات في الدعاة الذين يعملون في هذا الدور- دور التصحيح- صرنا قريبين من درب النجاح في عملنا بإذن الله وإن كنا ندرك الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في تنظيم عمل الدعوة بصفة عامة بل العمل الإسلامي من حيث هو لم يحظ بالتنظيم الدقيق بعد. علما بأن العمل القليل المنظم خير وأكثر ثمرة من العمل الكثير غير المنظم كما لا يخفى.

[1] سورة النحل الآية 125.
[2] سورة البقرة الآية 69.
نام کتاب : الإسلام في أفريقيا عبر التاريخ نویسنده : الجامي، محمد أمان    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست