قال: لانى رايت عليك سيما الخير، فرجوت ان تكون ممن يتولى اهل بيت رسول الله ص.
قال له الرجل: ويحك، قد وقعت على بعينك، انا رجل من اخوانك، واسمى مسلم بن عوسجة، وقد سررت بك، وساءني ما كان من حسى قبلك، فانى رجل من شيعه اهل هذا البيت، خوفا من هذا الطاغيه ابن زياد، فأعطني ذمه الله وعهده ان تكتم هذا عن جميع الناس.
فاعطاه من ذلك ما اراد.
فقال له مسلم بن عوسجة: انصرف يومك هذا، فان كان غد فائتنى في منزلي حتى انطلق معك الى صاحبنا يعنى مسلم بن عقيل فاوصلك اليه.
فمضى الشامي، فبات ليلته، فلما اصبح غدا الى مسلم بن عوسجة في منزله، فانطلق به حتى ادخله الى مسلم بن عقيل، فاخبره بامره، ودفع اليه الشامي ذلك المال، وبايعه.
فكان الشامي يغدو الى مسلم بن عقيل، فلا يحجب عنه، فيكون نهاره كله عند، فيتعرف جميع اخبارهم، فإذا امسى واظلم عليه الليل دخل على عبيد الله ابن زياد، فاخبره بجميع قصصهم، وما قالوا وفعلوا في ذلك، واعلمه نزول مسلم في دار هانئ بن عروه.
ثم ان محمد بن الاشعث وأسماء بن خارجه دخلا على ابن زياد مسلمين، فقال لهما:
ما فعل هانئ بن عروه؟.
فقالا: ايها الأمير، انه عليل منذ ايام.
فقال ابن زياد: وكيف؟ وقد بلغنى انه يجلس على باب داره عامه نهاره، فما يمنعه من إتياننا، وما يجب عليه من حق التسليم؟.
قالا: سنعلمه ذلك، ونخبره باستبطائك اياه.