نام کتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 348
للغانيات بذي المجاز رسوم ... في بطن مكة عهدهن قديم
أما التي ذكرها الحارث بن حلزة في معلقته:
واذكروا حلف ذي المجاز وما ... قدم فيه العهود والكفلاء
فالغالب أنها التي في شمال الجزيرة؛ لأن مقام قبيلته يشكر والأحداث بينها وبين غيرها كانت هناك.
إذا انقشع الناس عن مجنة حين يهل ذو الحجة, ساروا بأجمعهم إلى هذه السوق, وأقاموا بها حتى اليوم الثامن من ذي الحجة، وهو يوم التروية، سمي بذلك لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء ويملئون أوعيتهم لما بعده, إذ لا ماء بعرفة. وإلى هذه السوق تتقاطر وفود الحجاج من سائر العرب ممن شهد الأسواق قبلها، أو لم يشهدها وأتى للحج خاصة، إذ إن ذا المجاز من مواسم الحج عندهم.
تحفل[1] ذو المجاز لوقوعها أيام الحج بجموع العرب وتجارهم [1] خير تعبير عن ازدحام هذه السوق بالناس كلمة فاه بها أبي بن خلف, دلت على أنهم يضربون المثل بمن فيها كثرة، وذلك أنه قصد الرسول ليقتله وهو يقول: "أين محمد؟ لا نجوت إن نجا" فلما دنا تناول الرسول حربة من أحد أصحابه وانتفض بها انتفاضة أطارت من حوله من الأصحاب, ثم استقبل بها أبيا فطعنه طعنة وقع بها عن فرسه فكسر ضلعا من أضلاعه ولم يخرج له دم، فلما رجع أبي إلى قريش قال: "قتلني والله محمد" فقالوا: "ليس عليك بأس، ما أجزعك! إنما هو خدش لو كان بعين أحدنا ما ضره" فقال: "واللات، لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين!! ". انظر شرح الزرقاني للمواهب 2/ 45.
نام کتاب : أسواق العرب في الجاهلية والإسلام نویسنده : الأفغاني، سعيد جلد : 1 صفحه : 348