وأما الكوكة فهم أمة لهم أربعة أملاك ملكوا الى أيلة الحجاز وبنى كل واحد منهم مدينة سماها باسمه، وجعلوا سائر الأرض خيما، وقسموها على ثلاثين كورة مقسومة على اربعة أعمال لكل عمل ثمانون كورة، ولكل عمل ملك يجلس في مدينة على منبر من ذهب، وفي كل عمل بربا وهو بيت الحكمة، وهيكل لاحد الكواكب وفيه أصنام ذهب مرتبة له.
وكانت الاسكندرية لهم واسمها راقودة وجعلوا لها خمس عشرة كورة [1] وجعلوا فيها كبار الكهنة ونصبوا في هياكلها من أصناف الذهب أكثر مما في غيرها، وكان بها مائة صنم من ذهب، وقسموا الصعيد ثمانين [2] كورة على أربعة أقسام.
وكان عدد [مدن] مصر الداخلة في كورها ثلاثين مدينة فيها جميع العجائب والكور مثل اخميم وقفط وقوص والفيوم.
ذكر يافث بن نوح
وأما ولد يافث بن نوح فقال اصحاب التاريخ ان جميع اللغات اثنان وسبعون لغة منها سبع وثلاثون في ولد يافث: وثلاث وعشرون في ولد حام، واثنتا عشرة في ولد سام، فذكروا ان ولد يافث من ظهره سبعة وثلاثون لكل واحد منهم لغة يتكلم بها هو ونسله.
وكان في قسم ولد يافث أرمينية وما جاوزها إلى الابواء، فمنهم الأشبان والروس والبرجمان والخرز والترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج وفارس ومزنان وأصحاب جزائر البحر والصين والبغار وأمم لا تحصى.
ذكر يأجوج ومأجوج
فأما يأجوج ومأجوج فانه لا يقدر على استقصاء ذكرهم لكثرة عددهم،
1) في ب: خمسة عشر.
2) في ب: ثمانون.
(*)