بالليل ويطير منه في البحر شرارات، وهي حجارة سود مثقبه مثل
الإسفنج [1] تطفو على الماء فتحملها الناس إلى البلاد يحكون بها في الحمامات أقدامهم وربما خرج من هذا البركان فيدخل في البحر فيحرق كلما صادف من دوابه وحيتانه، فتلقيه الأمواج إلى الساحل، فلا يقدر أحد على الدنو من هذا الموضع وجزيرة سردانية، وهي جزيرة كبيرة مسيرة عشرين يوماً وفيها شجر وعيون وزروع وجبال وتجارات وجزيرة أقريطش، وهي في بحر الروم، وبها جبال ومعدن ذهب وأنهار وثمار، وهي اثنا عشر يوماً في ستة أيام، وفي البحر الكبير جزيرة ترى على بعد في البحر فإذا قرب منها القاصد بعدت عنه وغابت، فإذ رجع إلى الموضع الذي كان فيه رآها كما كان يراها قبل.
وقيل إن بها شجراً يطلع بطلوع الشمس ولا يزال طالعاً إلى نصف النهار ثم يعود إلى الانحطاط حتى تغيب الشمس، ويقول البحريون إن في ذلك البحر سمكة صغيرة يقال لها السائل إذا حملها الإنسان مع نفسه أبصر الجزيرة ولم تغب عنه ودخلها، وهذا شئ عجيب ظريف وجزيرة طاوراق، وهو ملك له أربعة آلاف امرأة، ومن لم يكن له ذلك فليس بملك ويتفاخرون بكثرة الأولاد، وعندهم اشجار إذا أكلوا منها قووا على الباه قوة عجيبة وجزيرة السيارة، والبحريون مجمعون [2] عليها، منهم من يذكر أنه رآها مراراً كثيرة وليس بمسكون فيها.
وهي جزيرة فيها جبال وعمارة، فإذا هبت الريح من الغرب صارت إلى الشرق، وإذا ذهبت من الشرق صارت إلى الغرب، هذا دأبها
1) في ب: الاسفنجة.
2) في ب: مجموعون.
(*)