وبالهند وادي القرنفل ولم يدخل إليه من التجار ولا ممن سلك البحار ولا
ذكروا أنهم رأوا شجرة، وإنما تبيعه الجن فيما يقولون الناس يرسون بالمراكب في جزيرتهم، ويجعلون بضاعتهم على الساحل ويعودون إلى مراكبهم فيكونون بها، فإذا أصبحوا جاؤا فوجدوا إلى جانب كل بضاعة جزأ من القرنقل وربما ترك البضاعة والقرنفل إذا طلب الزيادة فربما يزاد فيه وذكر عن بعض الناس أنه طلع إلى الجزيرة وأمعن فيها فرأى قوماً صفراً بغير لحى، في زي النساء، ولهم الشعور فغابوا عنه، وأن التجار أقاموا بعد ذلك مدة يترددون إلى ساحل تلك الجزيرة، فلا يخرج إليهم بشئ من القرنفل، فعلموا إن ذلك من اجل من كان نظر اليهم، ثم عادوا بعد سنين إلى ما كانوا عليه.
ويقال إنه رطباً كان حلو المطعم يأكلون منه فلا يمرضون ولا يهربون، وذكر أن لباسهم من ورق شجر عندهم فهم يلحفونها ولا يعرفها الناس.
وأما الجزائر فذكر بطليموس أن في البحر الأخضر سبعاً وعشرين الف جزيرة عامرة وغير عامرة، منها جزيرة فيها أمة من بقايا النسناس، ولهم شجر يقال له اللوب يأكلون ثمره ويلتحفون بورقه ويأكلون لحوم الدواب البحرية وجزيرة المرجان فيها شجر المرجان في ضحضاح بين الملوحة والعذوبة وقد اطلعت رؤوساً مشعبة، فإذا سقطت إليها مراكب أخذوا من ذلك المرجان ما قدروا عليه.
وجزيرة في وسطها كالضم العظيم من حجر أسود براق لا يدرى ما داخله وحوله أموات وعظام كثيرة