السير إلى الحميمة حتى يدفع وصيته إلى أبي العبّاس ويشافهه بما أمره. فلمّا قضى إبراهيم نحبه، خرج سابق حتى قدم على أبي العبّاس ففعل ما أمره به، وطوى أبو العبّاس عن أهل بيته ما جاء به، وأمر سابقا أن يعلمهم موته ويطوي عنهم أمر الوصية، ففعل. ثم أظهر أبو العبّاس من أهل بيته على أمره أبا جعفر عبد الله بن محمد وعيسى بن موسى وعبد الله بن علي وجعفر ابن يحيى وقثم بن العبّاس وكان نازلا معهم بالشراة، وتقدم إليهم في كتمان ذلك الأمر وبالخروج معه. وأظهر من مواليه على أمره أبا موسى سلم بن سلم وصالح بن الهيثم وصالح بن مجالد [202 ب] ومهلهل بن صفوان، وتقدم إليهم في كتمان ذلك، وأمرهم [1] بالخروج معه. وأظهر من مواليه على أمره عبد الله بن علي ومحمد بن أبي العباس بن دويد، وأمرهما بكتمان ذلك والخروج معه. وأظهر سابق مولى إبراهيم بن محمد بن [2] علي على ذلك بأمر أبي العباس إبراهيم بن سلمة، وكان الإمام إبراهيم أنزله وخاله حيّان الشراة، فوجههما بكتبه إلى أبي سلمة حفص بن سليمان بمشورة أبي سلمة عليه بذلك، وهما من أهل العراق، وأمره بكتمان ذلك والخروج معه. ثم خرج أبو العبّاس السفّاح في هؤلاء النفر سرّا من الحميمة متوجها إلى الكوفة، فلقيهم [3] داود بن علي وابنه موسى بن داود بدومة الجندل وهما يريدان الشراة، فسألهم داود عن قصّتهم فقصّها أبو العبّاس عليه، وأعلمه بحركة أهل خراسان مع أبي مسلم، وأنّه يريد الخروج بالكوفة. فقال داود: يا أبا العبّاس تخرج بالكوفة وشيخ بني أمية مروان مطلّ على العراق في أهل الشام والجزيرة، [1] في الأصل: «ويأمرهم» . [2] زيادة. [3] انظر كتاب التاريخ ص 289 ب- 290 أ.