فانته إلى ذلك ولا تخالفنّ أمره ولا تجاهدنّ بنفسك، وقد تتابعت علامات ظهور دعوة آل محمد: مضى منها فتقا المشرق والمغرب وستنبع [1] عصبيّة تقع بخراسان، بها يعزّ الله دعوتكم، ثم تختلف الناس على بني أميّة، ثم يقع بأسهم بينهم، ثم يرميهم الله بالطواعين والزلازل، وكأن قد رأيتم.
وبلغنا أنّ أبا العبّاس مرّ به يومئذ وهو في حديثه مع إبراهيم وأبي هاشم، فلمّا أتاه قال لهما: قد خبّرتك يا أبا هاشم بأمر هذا فصونوه لأعظم أيّامكم ومن ولي شيئا من أمر الأمّة فليتّق الله ربّه ويعدّ لما هو موقوف عليه ومسئول عنه. وأقام عنده نحوا من عشرين ليلة، ومرض محمد بن علي فأقام ينتظر ما يكون من أمره حتى هلك [2] . موت محمد بن علي
قالوا: توفّي سنة أربع وعشرين ومائة.
محمد بن عبد الله الجرجاني الورّاق قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات محمد بن علي في إمرة هشام في سنة أربع وعشرين ومائة [3] . ويقال: إنّه مات سنة اثنتين وعشرين ومائة [114 ب] وفيها ولد المهدي، ويقال: إنّه مات سنة خمس وعشرين ومائة [4] بالشراة من أرض الشام وهو ابن ستين سنة. [1] في ن. م. «ستتبع ذلك» ص 256 أ. [2] انظر ن. م. ص 256 ب. [3] في ن. م. «سنة عشرين ومائة» ص 256 ب. [4] انظر أنساب الأشراف ج 3 ص 352.