إلى هذا الكتاب في المؤلفات التالية، مع أنّنا نرى بعض الشبه أحيانا. فابن أبي الحديد يورد معلومات تماثل ما أورده كتابنا دون أن يذكر مصدره [1] .
والذهبي يورد نص عبارة كتابنا عن صلة أبي هاشم بمحمد بن علي [2] . وقد عثرنا على إشارتين في التواريخ لابن النطاح. فالطبري روى عنه رواية أسطورية عن بناء بغداد [3] . والأزدي ينسب إليه رواية عن أصل أبي مسلم [4] ولكنها لا ترد في كتابنا. أما الأخبار الكثيرة الواردة في الأغاني برواية ابن النطاح [5] فهي أدبية ولا تتصل بموضوع الكتاب هذا، ومع ذلك فإن أبا الفرج الأصفهاني لا يشير إلى أي من مؤلفات ابن النطاح [6] ، ولعل ابن النطاح روى أخبارا كثيرة خارج نطاق هذه المؤلفات.
7- إن ميول المؤلف عباسية واضحة، ولكن الكتاب لا يمثل النظرة العباسية في فترة كتابته، بل يعطي النظرة العباسية في الفترة الأولى لدولتهم وخاصة ما قبل أيام المهدي. وربما كان هذا سبب إغفال الحديث عن خداش الداعية العباسي الّذي يمثل خط الغلو في خراسان، والتوسع في أخبار تنكّر محمد بن علي العباسي له بعد مقتله وجهوده في معالجة إثارة المربكة في خراسان.
وقد يقال إن المؤلف أشار إلى التغيير الّذي أحدثه المهدي وهو نسبة الإمامة العباسية إلى العباس بن عبد المطلب والتخلي عن نسبتها إلى العهد من أبي هاشم كما كان الحال قبله، ولكنها إشارة عابرة. كما أن المؤلف نسب للعباس التبكير في [1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (القاهرة 1329) ج 2 ص 211، 212. [2] الذهبي- دول الإسلام ج 4 ص 20- 21، قارن صفحة 206- 207 من هذا الكتاب. [3] الطبري س 3 ص 276. انظر أيضا س 3 ص 551، 552، 556، 560. [4] الأزدي- تاريخ الموصل ج 2 ص 121. [5] انظر F.Sezgin ,op.cit.p.321 وفهارس أجزاء الأغاني، ط. دار الكتب. [6] انظر ابن النديم ص 107.