responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء نویسنده : المقريزي    جلد : 3  صفحه : 265
ويخاف من شاور أنه إذا استقرت قدمه في مصر خاس في قوله ويخلف بما وعد. ثم قوي عزمه على إرسال الجيوش، فتقدم بتجهيزها وإزاحة عللها.
واتفق أن الواعظ زين الدين بن نجا الأنصاري سمع بسعة أرزاق مصر فقدم إليها في وزارة الصالح ابن رزيك فأقبل عليه وحصل له من إنعامه ومما أخذه له من العاضد في ثلاث سنين ما يناهز عشرين ألف دينار، وسوغه عدة دور بتوقيع. فسمع بالزاهد أبي عمرو ابن مرزوق يتحدث الناس عنه بأنه مهما قاله لهم وقع، وأنه يركب كل سنة في نصف شعبان حماراً له ويأتي معه جماعة إلى ذيل الجبل ويودعونه ويمضون، فيطلع أبو عمرو إلى الجبل؛ ويلقاه الناس في الليلة الثانية ويجتمعون كاجتماعهم للعيد، ويركب حماره، والناس تحته، وينتظر، وينزل بعد صلاة المغرب إلى مسجده بقصد زيارته وقد تجمع الناس في الأسطحة والدكاكين والطرقات، والشيخ يعمل الختمات. فوصل إليه وأقام حتى انفض الناس، فخلا به وتعرف إليه؛ فكان مما قال له: أتعرف بالشام أحداً يقال له شيركوه. فقال: نعم، أمير من أمراء نور الدين. فقال: هذا يأتي إلى هذه البلاد ويملكها، وكل ما تراه من هذه الدولة يزول حتى لا يبقى له أثر عن قرب. وانصرف ابن نجا عن الشيخ أبي عمرو وقد تعجب من قوله.
فلما قضى أربه من القاهرة وعاد إلى دمشق اجتمع بالملك العادل نور الدين وحكى له قول الشيخ أبي عمرو؛ فقال له: لا تخبر أحداً بذلك. ومضى اليوم وما بعده، إلى أن قدم شاور على السلطان نور الدين وقوي عزمه على تجهيز العساكر معه؛ فوقع اختيار السلطان على الأمير أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان، أحد أمرائه، فاستدعاه من حلب، فوصل إلى دمشق مستهل رجب منها، وأمره بالمسير إلى مصر مع العساكر صحبة شاور،

نام کتاب : اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء نویسنده : المقريزي    جلد : 3  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست