الرجل متعصّب لمذهبه، وشاهد عليه بأنه سوف يسلك في كتابه مسلك الدفاع عن
قواعد الشافعي وفروع مذهبه، وإن أدّاه ذلك إلى التعسّف والتأويل.. ودونك الكتاب،
لتقف على مبلغ تعصّب صاحبه وتعسّفه)[1]
لكنه مع ذلك يثني على أدبه مع المخالفين ـ خلافا للجصاص ـ يقول: (غير أن
الهراسى - والحق يقال - كان عَفّ اللسان والقلم مع أئمة المذاهب الأخرى، ومع كل
مَن يتعرض للرد عليه من المخالفين، فلم يخض فيهم كما خاض الجصَّاص في الشافعي
وغيره، وكل ما لاحظناه عليه من ذلك هو أنه وقف من الجصَّاص موقفاً كان فيه شديد
المراس، قوى الجدال، قاسى العبارة، إذ أنه عرض لأهم مواضع الخلاف التي ذكرها
الجصَّاص في تفسيره وعاب فيها مذهب الشافعى، ففنَّد كل شُبهة أوردها، ودفع كل ما
وجهه إلى مذهب الشافعى، بحجج قوية يسلم له الكثير منها، كما أنه اقتص للشافعى من
الجصَّاص، فرماه بالعبارات الساخرة، والألفاظ المقذعة والجزاء من جنس العمل)[2]
وهو لقطب الدين أبي الحسين سعيد بن عبد الله الراوندي (متوفى 573هـ)
المعروف بالقطب الرواندي من محدثي ومفسري ومتكلمي وفقهاء وفلاسفة ومؤرخي الشيعة في
القرن السادس الهجري.
قال عنه الشيخ الأميني: (إمام من أئمة المذهب، وعين من عيون الطائفة،
وأوحدي