يومين ومات، وهو المعروف بالشهيد الثالث)، ثم حكى قصة مقتله بتفصيل في ترجمته
له في شهداء الفضيلة، حيث قال: (خرج في منتصف ليلة الواقعة على عادته الجارية إلى
المسجد آخذاً فيه بأطراف العبادة والتضرع والبكاء ولما أزف الفجر دخل عليه لمة من
طغمة البابية، وهو آنئذ يبتهل إلى المولى سبحانه بقراءة المناجاة الخمسة عشر، وهو
يقول: (لم تقتلوني)، فأتته طعنة ثالثة على فمه الشريف، وأثخنوه بجراحات ثمان،
فبادر مع ذلك إلى الخروج عن المسجد حذار تلويثه بدمه الزاكي، وإذا بلغ باب المسجد
سقط على الأرض مغشياً عليه ثم حمل إلى داره، وقضى بعد يومين لم يتسنَّ له فيهما
الكلام لمكان الجرح في فمه ولسانه)[1]
وله ثلاثة تفاسير: كبير في سبعة عشر مجلّدا، ووسيط في تسعة مجلّدات، وصغير
في مجلّد واحد، وقد استقصى في الكبير (الأحاديث المرويّة عن الأئمة الأطهار في التفسير،
ورتّبها حسب ترتيب الآيات والسور، ولكنّه إنما ذكر الروايات التي زعمها صالحة، وترك
ما زعمه باطلا، صادرا من جراب النورة حسب تعبيره.. فنراه عند سرد روايات بدء
النسل، يقتصر على رواية التزاوج بالحوريّة والجنّية، زاعما صحتها، ويترك رواية
تزاوج الذكر من حمل والأنثى من حمل آخر، لزعم بطلانه، فهو تفسير بالمأثور مع أعمال
النظر في الأخذ والترك فحسب)[2]