responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران والقرآن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 34

تفسير القمي والعياشي، وغيرها من كتب الحديث المعروفة، لكنه لا يتحرّى الصحة في النقل، ويتخلّى بنفسه لمجرد ذكر مصدر الحديث، الأمر الذي يؤخذ عليه؛ حيث في بعض الأحيان نراه يذكر الحديث، وكان ظاهره الاعتماد عليه، مما يوجب إغراء الجاهل، فيظنّه تفسيرا قطعيا للآية الكريمة، وفيه من الإسرائيليات والروايات الضعاف الشيء الكثير.. وله في بعض الأحيان بيانات عرفانية قد تشبه تأويلات غير متلائمة مع ظاهر النص، بل ومع دليل العقل والفطرة.. ولقد كان الأجدر به ـ وهو الفقيه النابه المحقق ـ أن ينبذ تلكم الروايات الإسرائيلية المشوهة، حتى ولو كانت بصورة الرواية عن أهل البيت افتراء عليهم، كان الأجدر به أن يتركها دون ارتكاب التأويل)[1]

وهو نتيجة تأثره بالصوفية يميل إلى التفسير الإشاري، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره في القصلة الإسرائيلية المعروفة [قصة هاروت وماروت]، والتي راح يؤولها بدل أن يكذبها من أساسها، حيث قال: (لعل المراد بالملكين: الروح والقلب، فإنهما من العالم الروحاني، أهبطا إلى العالم الجسماني، لإقامة الحق، فافتتنا بزهرة الحياة الدنيا، ووقعا في شبكة الشهوة، فشربا خمر الغفلة، وعبدا صنم الهوى، وقتلا عقلهما الناصح لهما، بمنع تغذيته بالعلم والتقوى، ومحو أثر نصحه عن أنفسهما، وتهيآ للزنى ببغي الدنيا الدنية التي تلي تربية النشاط والطرب فيها الكوكب المسمى بزهرة، فهربت الدنيا منهما وفاتتهما، لما كان من عاداتها أن تهرب من طالبيها؛ لأنها متاع الغرور، وبقي إشراق حسنها في موضع مرتفع؛ بحيث لا تنالها أيدي طلّابها، ما دامت الزهرة باقية في السماء. وحملهما حبها في قلبهما إلى أن وضعا طرائق من السحر، وهو ما لطف مأخذه ودقّ، فخيّرا للتخلّص منهما، فاختارا بعد التنبّه وعود العقل إليهما أهون العذابين، ثم رفعا إلى البرزخ معذّبين، ورأسهما بعد


[1] التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب، ج‌2، ص: 520.

نام کتاب : إيران والقرآن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست