responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران والقرآن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 330

ويقول عن مجاهد بن جبر: (كان أوثق أصحاب ابن عبّاس، وقد اعتمده الأئمّة وأصحاب الحديث والتفسير. قال: (عرضت القرآن على ابن عبّاس ثلاث مرّات، أقف عند كلّ آية أسأله فيم نزلت وكيف نزلت) [1]

ثم يذكر موقفه من تفاسير التابعين، وهو متطابق تماما مع ما يذكره علماء المدرسة السنية، فيقول: (إنّ ذلك الحجم المتضخّم من التفسير المنقول عن السلف الصالح، وأكثرها الغالب من التابعين، بعد أن كان المأثور عن ابن عبّاس منقولا عن طريق متخرّجي مدرسته ممّن يعدّ من أعلام التابعين، وهكذا المنقول عن سائر الأصحاب. إنّ ذلك لممّا يدلّ على مبلغ الاهتمام بتفاسيرهم والأجلال بمقامهم الرفيع، وليس إلّا لأنّهم أقرب عهدا بنزول الوحي، وأطول باعا في الإحاطة بأسباب النزول، وأسهل تناولا لفهم معاني القرآن الكريم، فإنّ القرآن قد نزل بلغة العرب وعلى أساليب كلامهم المألوف، وقد كان الأوائل أصفى ذهنا وأقرب تناوشا لتصاريف اللغة ومجاري ألفاظها وتعابيرها، إنّهم أعرف بمواضع اللغة في عهد خلوصها، وأطول يدا في البلوغ إلى مجانيها من ثمرات وأعواد، كما أنّهم أمسّ جانبا بأحاديث الرسول a والعلماء من صحابته الأعلام. فهم أقرب فهما لأبعاد الشريعة في أصولها والفروع، والإحاطة بجوانب الكتاب والسنة والسيرة الكريمة، فكان الاهتمام بشأنهم، والرجوع إلى آرائهم ونظراتهم، ومعرفة أقوالهم في التفسير، إنّما هو لمكان تقدّمهم وسبقهم في مسرح الدّين الحنيف، شأن كلّ خلف يرجع إلى آراء سلفه، لا ليتقلّدها أو يتعبّد بها، بل ليستعين بها ويستفيد في سبيل الوصول إلى أقصاها، والصعود على أعلاها، فكان تمحيصا وتحقيقا في الاختيار، لا تقليدا أو تعبّدا برأي) [2]


[1] المرجع السابق، ج‌1، ص: 109.

[2] المرجع السابق، ج‌1، ص: 120.

نام کتاب : إيران والقرآن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست