يعتقدون بأنه اكبر من أن نستطيع نحن البشر أن نطالعه ونتأمل فيه ولا يحق
إلا للنبي والأئمة من التعمق في آيات القرآن ونحن لا يحق لنا غير تلاوة الآيات)[1]
ثم أطلق عليهم التسمية التي عرفوا بها بجرأة وشجاعة، حتى لا يختلط أمرهم
على غيرهم، يقول: (وهؤلاء هم الإخباريون؛ فهم لا يجوزون إلاّ مراجعة الأخبار
والأحاديث، ربما تعجبتم إذا علمتم أن بعض التفاسير التي كتبت من قبل هؤلاء، إذا
رأوا حديثا في ذيل آية ذكروها، وإن لم يجدوا حديثا امتنعوا حتى من ذكر الآية، وكأن
تلك الآية ليست في القرآن)[2]
ثم يصف موقف هؤلاء بأنه عداوة صريحة للقرآن، يقول: (هذا العمل كان نوعا
من الظلم والعدوان تجاه القرآن.. وطبيعي أن مجتمعا يطرد بهذا الشكل كتابه السماوي
ـ وأي كتاب كالقرآن ـ ويسلمه بيد النسيان، لا يمكن أن يتحرك أبدا في مسير القرآن)[3]
ثم يذكر فرقة أخرى من المنحرفين عن القرآن الكريم، فيقول: (وكان هناك فرق
أخرى غير الإخباريين يمتنعون من وضع القرآن في متناول أيدي العامة من الناس.. والذين
يعتقدون بأن معرفة القرآن لا تعني التدبر في آيات القرآن، بل معناها فهم المعاني
اللفظية للآيات، أي أن ما عرفناه من ظاهر الآيات نقبلها ولا يهمنا من واقعها شيئا..
وطبيعي أن هذا الأسلوب من المعاملة مع القرآن، سريعا ما يدعو إلى الضلال
والانحراف، لأنه لا مفر من توضيح معاني الآيات، ولكن لأنهم عطلوا العقل، فلا بد أن
يحصلوا على نتائج ساذجة من القرآن.. وبسبب هذا النوع من التفكير انحرفوا عن طريق
الإدراك