البرزخ وآيات المعاد، حتى أنهم ارتكبوا التأويل في الآيات التي لا تلائم
الفرضيات والأصول الموضوعة التي نجدها في العلم الطبيعي: من نظام الأفلاك الكلية
والجزئية وترتيب العناصر والأحكام الفلكية والعنصرية إلى غير ذلك، مع أنهم نصوا
على أن هذه الأنظار مبتنية على أصول موضوعة لا بينة ولا مبينة)[1]
وبين الدخن الذي علق بفهوم وتفاسير الصوفية، فقال: (أما المتصوفة، فإنهم
لاشتغالهم بالسير في باطن الخلقة واعتنائهم بشأن الآيات الأنفسية دون عالم الظاهر
وآياته الآفاقية اقتصروا في بحثهم على التأويل، ورفضوا التنزيل، فاستلزم ذلك
اجتراء الناس على التأويل، وتلفيق جمل شعرية والاستدلال من كل شيء على كل شيء، حتى
آل الأمر إلى تفسير الآيات بحساب الجمل ورد الكلمات إلى الزبر والبينات والحروف
النورانية والظلمانية إلى غير ذلك، ومن الواضح أن القرآن لم ينزل هدى للمتصوفة
خاصة، ولا أن المخاطبين به هم أصحاب علم الأعداد والأوفاق والحروف، ولا أن معارفه
مبنية على أساس حساب الجمل الذي وضعه أهل التنجيم بعد نقل النجوم من اليونانية
وغيرها إلى العربية)[2]
وهكذا ذكر أصناف التحريفات، ودعا إلى تنزيه القرآن عنها، وأول ذلك
بالعودة إلى القرآن نفسه في فهمه؛ فما فسر القرآن مثل القرآن.