مقدوركم، وأسلبكم القدرة على أمر كان متعارفا عندكم)[1]
ونحب أن نذكر هنا أن بعض الباحثين المعاصرين[2] حاول أن ينسب بحوث عبد
القاهر الجرجاني لغيره، وهو (أبوسعيد، الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي النحوي)،
والذي كان إمام النحو واللغة والشعر والعروض والقوافي في عصره.
وهو أيضا إيراني (ولد بسيرافي سنة 280 هـ بفارس على ساحل البحر مما يلي
كرمان، وبها بدأ طلبه للعلم، ثم خرج منها إلى عمان وتفقه بها، وأقام بعسكر مكرم؛
ثم انتقل إلى بغداد، وأقام بها حتى توفى سنة 368 هـ)[3]
وهو ما يدلنا على اهتمام علماء إيران بإعجاز القرآن الكريم، والعلوم
المرتبطة به، بغض النظر عمن سبق منهم في ذلك.
وهو من الذين اجتهدوا في إثبات إعجاز القرآن الكريم من خلال كتبه
المختلفة، وقد قال في مقدمة تفسيره في فصل عقده لإعجاز القرآن: (المعجزات التي أتى
بها الأنبياء عليهم السلام ضربان: حسي وعقلي: فالحسي: ما يدرك بالبصر، كناقة صالح،
وطوفان نوح، ونار إبراهيم وعصى موسى عليهم السلام والعقلي: ما يدرك بالبصيرة،
كالإخبار عن الغيب تعريضاً وتصريحاً، والإتيان بحقائق العلوم التي حصلت عن غير
تعلم، فأما الحسي: فيشترك في إدراكه العامة والخاصة، وهو أوقع عند طبقات العامة،
وأخذ بمجامع قلوبهم، وأسرع لإدراكهم، إلا أنه لا يكاد يفرق بين ما يكون معجزة في الحقيقة،
وبين ما يكون كهانة
[2]
وهو د. حسن إسماعيل عبد الرازق، رئيس قسم البلاغة بكلية اللغة العربية، جامعة
الأزهر بالزقازيق، والذي كتب في ذلك رسالة سماها [دلائل الإعجاز بين أبي سعيد
السيرافي وعبد القاهر الجرجاني].
[3]
دلائل الإعجاز بين أبي سعيد السيرافي والجرجاني (ص: 11)