وهو ـ كما ذكرنا سابقا ـ من أكبر العلماء المختصين في الدراسات القرآنية،
وله في رد هذه الشبهة كتاب جامع لم يؤلف مثله بعنوان [صيانة القرآن من التحريف]؛ وقد
ملأه بكل أصناف الأدلة العقلية والنقلية على رد هذه الشبهة بالإضافة إلى ذكره كل
ما كتب حول الموضوع من شهادات وتصريحات، بالإضافة إلى رد الشبهات التي يثيرها
المستشرقون وغيرهم في هذا المجال.
ولذلك سنذكر هنا بعض التفاصيل التي ذكرها، والتي تدلنا على منشئ هذه
الشبهة، وكونها دخيلة على الإسلام بمدارسه المختلفة، وذلك من خلال العناوين
التالية:
فقد أورد العلامة محمد هادي المعرفة الأدلة الكثيرة على كون مصدر هذه
الشبهة هو المدرسة السنية نفسها، وأنها بدأت في العصر الأول، قبل أن تكون هذه
التقسيمات المعروفة للطوائف والمدارس الإسلامية.
وقد قدم لذلك بقوله: (إنّ نسبة التحريف إلى كتاب اللّه العزيز الحميد
نسبة ظالمة تأباها طبيعة نصّ الوحي المضمون بقاؤه وسلامته عبر الخلود.. وهي نسبة
عمياء وفي نفس الوقت قديمة يرجع عهدها إلى عصر اختلاف أصحاب المصاحف الاولى، حيث
التنافس العارم في ثبت نصّه وفي هجاء قراءته، كلّ فريق يرى الصحيح فيما عنده من
هجاء وقراءة، والخطأ ما عند الآخرين.. وهكذا لمّا توحّدت المصاحف على عهد عثمان،
كان ذلك على يد جماعة كانت تعوزهم كفاءة هذا الأمر الخطير، ومن ثمّ وقعت مخالفات
في رسم الخطّ،