كما أن كل عارف للقرآن في العالم لا يرى لنفسه ضرورة البحث في هذا
المجال)[1]
وهو يذكر كيف استمر ذلك الحفظ بعد العصر الأول، فيقول: (هنا لا بد أن
نتذكر نقطة واحدة، وهي أنه بسبب سعة نطاق الحكومة الإسلامية، واهتمام الناس الشديد
بالقرآن، وبواسطة بعد عامة المسلمين عن المدينة المنورة التي كانت مركز الصحابة
وحفاظ القرآن، فإن احتمال خطر بروز تغييرات متعمدة أو غير مقصودة في نسخ القرآن
كان أمرا واردا، خاصة بالنسبة إلى المناطق النائية على الأقل إلا أن فطانة ودقة
مراقبة المسلمين منعتا حدوث هذا الأمر؛ فالمسلمون منذ أواسط القرن الأول للهجرة
احتملوا هذا الخطر، ولذلك استفادوا من وجود الصحابة وحفاظ القرآن، ولتجنب أي خطأ
أو اشتباه، عمدا كان أو سهوا في المناطق البعيدة، فإنهم استنسخوا نسخا مصدقة (من
قبل الصحابة الكبار وحفاظ القرآن) من القرآن، ووزعت هذه النسخ من المدينة إلى
الأطراف، ولذلك قطعوا الطريق إلى الأبد من ظهور مثل هذه الاشتباهات أو الانحرافات،
وخصوصا من قبل اليهود الذين يعتبرون أبطالا في فن التحريف)[2]
وقد كان من السباقين للدعوة للاهتمام بهذا الجانب، وخصوصا بعد انتصار
الثورة الإسلامية، ويمكننا الاكتفاء به، ذلك أن كل الإيرانيين عامتهم وخاصتهم
يجلونه، ويقدرون مواقفه، ويعتبرونها دينا.
ومن تصريحاته المرتبطة بهذا الجانب قوله: (إنّ الواقف على عناية المسلمين
بجمع الكتاب وحفظه وضبطه، قراءة وكتابة، يقف على بطلان تلك الشبهة المزعومة. وما
ورد فيه