بالتفسير الموضوعي؟): (إنّ الإجابة على هذا السؤال واضحة للغاية من خلال
ملاحظة ما مرَّ ذكره آنفاً، ولكن للمزيد من التوضيح ينبغي الالتفات الى هذا الأمر
وهو: إنّ الكثير من آيات القرآن الكريم تأخذ بُعداً واحداً من ابعاد موضوع ما،
فمثلا فيما يخص مسألة (الشفاعة) فقد ورد في بعض الآيات اصل امكان الشفاعة.. وفي
البعض الآخر (شروط الشفاعة) (سبأ 23، ومريم 78).. وفي بعضها شروط (المشفَّع لهم)
(الأنبياء 28، غافر 18).. وفي بعض تُنفى الشفاعة عن الجميع ما عدا الله تعالى
(الزمر 44).. وفي بعض آخر ثبتت الشفاعة لغير الله (المدثر 48).. نجد انَّ حالة من
الغموض تحيط بأمور الشفاعة بدءً من حقيقة الشفاعة وحتى سائر الشروط والخصائص، ولكن
عندما نأخذ آيات الشفاعة من القرآن ونضعها الى جانب بعضها ونفسّرها في ظلِّ بعضها
البعض يرتفع هذا الغموض وتُحلُ المشكلة على أحسن وجه، وكذلك الآيات المتعلقة بأبعاد
الجهاد. أو الغرض من أحكام الإسلام، أو الآيات المتعلقة بالبرزخ، أو مسألة علم
الله، وكذلك موضوع علم الغيب، وهل أنّ العلم بالغيب ممكنٌ لما سوى الله أم لا؟ فلو
وُضعت آيات كل موضوع في جانب فمن الممكن اداء حق الموضوع وتُحلُّ الاشكالات
الموجودة عن طريق التفسير التفسير الموضوع) [1]
وهكذا استطاع العلامة ناصر مكارم الشيرازي من خلال هذا التفسير أن يطرح
الكثير من القضايا القرآنية، وبلغة يسيرة بسيطة مملوءة بالبراهين العقلية، التي
يستفيد منها عامة الناس، كما يستفيد منها خاصتهم.
وقد جعل تفسيره هذا في عشرة مجلدات، وله بالإضافة لهذه الدراسة الشاملة،
دراسات أخرى فرعية لها صلة بالقرآن الكريم، مثل: آيات الولاية في القرآن، وأمثال