نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 593
[البقرة:
264])، فقال: يا ابن رسول الله ما مننت على القوم الذين تصدقت عليهم ولا آذيتهم،
قال له الإمام: (إن الله عز وجل إنما قال {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذى} [البقرة: 264] ولم يقل بالمن على من
تتصدقون عليه، وبالأذى لمن تتصدقون عليه وهو كل أذى، أفترى أذاك القوم الذين تصدقت
عليهم أعظم أم أذاك لحفظتك وملائكة الله المقربين حواليك أم أذاك لنا؟)، فقال
الرجل: بل هذا يا ابن رسول الله فقال: (لقد آذيتني وآذيتهم، وأبطلت صدقتك)، قال:
لماذا؟ قال: (لقولك، وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص؟) .. ثم قال: ويحك أتدري من
شيعتنا الخلص؟ قال: لا، قال: (فان شيعتنا الخلص مؤمن آل فرعون، وصاحب يس الذي قال
الله تعالى فيه: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} [يس: 20]
وسلمان وأبوذر والمقداد وعمار، سويت نفسك بهؤلاء أما آذيت بهذا الملائكة،
وآذيتنا؟) فقال الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه، فكيف أقول؟ قال: (قل: أنا من
مواليك ومحبيك ومعادي أعدائك، وموالي أوليائك)، قال: فكذلك أقول، وكذلك أنا يا ابن
رسول الله، وقد تبت من القول الذي أنكرته وأنكرته الملائكة، فما أنكرتم ذلك إلا
لإنكار الله عز وجل، فقال الإمام: (الآن قد عادت إليك مثوبات صدقاتك، وزال عنها
الإحباط)(1)
(1) تفسير العسكري [منسوب]،214.
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 593