نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 395
تهفو إليها، فقد أخبر الله تعالى عن قلة المتصفين
بها، فقال: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
[سبأ: 13]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ
وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون: 78]
وذلك يعود إلى أن الشكر ليس مجرد كلمات يتفوه بها
اللسان، أو حال يسيطر على القلب، وإنما هو منهج حياة كاملة، ذلك أن من أول شروط
الشكر على النعم ألا تستعمل إلا في المواضع التي أُمر العبد باستعمالها فيها، كما
عبر الشاعر عن ذلك بقوله:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير
المحجبا
وهو واضح لكل العقول، ذلك أن من فرح بشيء فرحا استولى
على كيانه، فإنه لا محالة سيتحرك بموجب ما يهديه إليه فرحه .. فمن فرح بمركوب
ركبه، ومن فرح بمأكول أكله .. ومن فرح بشيء ارتبط به.
وهكذا فرح من رأى نعم الله عليه، فإنه لا محالة
يستعملها .. ولكن الفرق بين استعماله لها واستعمال غيره هو أنه يستعملها في طاعة
مولاه الذي أهداها له .. فلا يحق لمن أهديت له هدية أن يستعملها في مضادة من
أهداها له ...
بناء على هذا سنذكر هنا ما ورد من الأحاديث الموافقة
للقرآن الكريم في فضل الحمد والشكر، وكيفية تحصيلهما.
أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية:
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية
والشيعية:
1 ـ ما ورد في المصادر السنية:
[االحديث: 2162] قال رسول الله
(: (عرض عليّ ربّي ليجعل لي بطحاء مكّة ذهبا،
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 395