نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 361
[لقمان: 17] وحين يقول عن موسى: {قَالَ مُوسَى
لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِالله وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا
مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]، وحين
يقول: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3] وحين يقول: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 17]
وبشّر وحين يقول: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الْأموال وَالْأنفس وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
[البقرة: 155] وحين يقول: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ
كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ الله وَمَا ضَعُفُوا وَمَا
اسْتَكَانُوا وَالله يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146] وحين يقول:
{وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ} [الأحزاب: 35] وحين يقول: {وَاصْبِرْ حَتَّى
يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [يونس: 109] وأمثال ذلك من القرآن
كثير .. واعلم أي عمّ إنّ الله جلّ جلاله لم يبال بضرّ الدنيا لوليّه ساعة قطّ،
ولا شيء أحبّ إليه من الضرر والجهد والبلاء مع الصبر، وأنّه تبارك وتعالى لم يبال
بنعيم الدنيا لعدوّه ساعة قطّ، ولولا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه ويخيفونهم
ويمنعونهم وأعداؤهم آمنون ومطمئنّون عالون ظاهرون، ولولا ذلك لما قتل زكريّا ويحيى
ظلما وعدوانا في بغيّ من البغايا، ولولا ذلك ما قتل جدّك عليّ بن أبي طالب لما قام
بأمر الله جلّ وعزّ ظلما وعمّك الحسين بن فاطمة اضطهادا وعدوانا، ولولا ذلك ما قال
الله عزّ وجلّ في كتابه: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ
وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف: 33] ولولا ذلك لما قال في كتابه:
{أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ
لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون: 55، 56] ولولا ذلك لما
جاء في الحديث: إنّ الدنيا لا تساوى عند الله جناح
بعوضة، ولولا ذلك ما سقى كافرا منها
نام کتاب : السلوك الروحي ومنازله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 361