نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
وفرض الله تعالى على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به
قال الله تبارك وتعالى اسمه: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾
[البقرة: 83]، وقال: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا
وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ
رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾
[البقرة: 136]، فهذا ما فرض الله تعالى على اللسان وهو عمله.
وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله، وأن يعرض عما
لايحل له مما نهى الله عز وجل عنه، والاصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل فقال في ذلك:
﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ
اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ﴾ [النساء: 140]، ثم استثنى الله عز وجل
موضع النسيان، فقال: ﴿وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ
بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68]، وقال: ﴿فَبَشِّرْ
عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألباب﴾
[الزمر: 17، 18]، وقال عز وجل: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ
مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ [المؤمنون: 1 -
4]، وقال: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أعمالنَا
وَلَكُمْ أعمالكُمْ﴾ [القصص: 55]، وقال: ﴿وَإِذَا مَرُّوا
بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72]، فهذا مافرض الله على السمع
من الإيمان أن لايصغي إلى مالا يحل له وهو عمله، وهو من الإيمان.
وفرض عن البصر أن لاينظر إلى ماحرم الله عليه، وأن يعرض عما نهى الله عنه
مما لايحل له وهو عمله، وهو من الإيمان، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾
[النور: 30] فنهاهم من أن ينظروا إلى عوراتهم، وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه، ويحفظ
فرجه من أن ينظر إليه، وقال: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79