نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75
ودرجوا.. فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، قال الله تعالى: ﴿تِلْكَ
الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ
وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ
وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 253]، ثم قال في جماعتهم: ﴿أُولَئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة:
22] يقول أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم.
ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم أربعة أرواح:
روح الإيمان، وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح
الأربعة حتى يأتي عليه حالات.
فقال الرجل: يا أميرالمؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال: أما أولهن فهو كما
قال الله عز وجل: ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ [النحل: 70] فهذا ينتقص منه
جميع الأرواح، وليس بالذي يخرج من دين الله، لان الفاعل به رده إلى أرذل العمر،
فهو لايعرف للصلاة وقتا، ولايستطيع التهجد بالليل ولابالنهار، ولا القيام في الصف
مع الناس، فهذا نقصان من روح الإيمان، وليس يضره شيئا، ومنهم من ينتقص منه روح
القوة ولايستطيع جهاد عدوه، ولايستطيع طلب المعيشة، ومنهم من ينتقص منه روح الشهوة
فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يحن إليها، وتبقى روح البدن فيه، فهو يدب ويدرج، حتى
يأتيه ملك الموت فهذا بحال خير لان الله عز وجل هو الفاعل به، وقد يأتي عليه حالات
في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة، ويزين له روح الشهوة، وتقوده روح
البدن حتى توقعه في الخطيئة فاذالامسها نقص من الإيمان وتفصى منه، فليس يعود فيه
حتى يتوب، فاذا تاب تاب الله عليه، وإن عاد أدخله الله نار جهنم.
فأما أصحاب المشامة فهم اليهود والنصارى يقول الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 75