نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69
السبق إلى الإيمان قال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [الواقعة: 10، 11].. فهذه
درجات الإيمان ومنازلها عندالله سبحانه، ولن يؤمن بالله إلا من آمن برسوله وحججه
في أرضه، قال الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾
[النساء: 80] وما كان الله عز وجل ليجعل لجوارح الانسان إماما في جسده ينفي عنها
الشكوك، ويثبت لها اليقين، وهو القلب ويهمل ذلك في الحجج، وهو قوله تعالى: ﴿فَلِلَّهِ
الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنعام:
149]، وقال: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ
الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165]، وقال تعالى: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ
تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ
وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ﴾ [المائدة: 19]، وقال
سبحانه: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا
صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [السجدة: 24].. ثم بين محل
ولاة أمره من أهل العلم بتأويل كتابه فقال عز وجل: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ
مِنْهُمْ﴾ [النساء: 83]، وعجز كل أحد من الناس عن معرفة تأويل كتابه غيرهم،
لانهم هم الراسخون في العلم المأمونون على تأويل التنزيل قال الله تعالى: ﴿وَمَا
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الألباب ﴾
[آل عمران: 7] وقال سبحانه: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾ [العنكبوت: 49]
وطلب العلم أفضل من العبادة، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]، وبالعلم استحقوا عندالله
اسم الصدق، وسماهم به صادقين، وفرض طاعتهم على جميع العباد بقوله: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
[التوبة: 119] فجعلهم أولياءه، وجعل ولايتهم ولايته وحزبهم حزبه فقال: ﴿وَمَنْ
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69