نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 239
فسلموا عليه فلم يرد عليهم ولم يأذن لهم بالجلوس، فبقوا قياما فقالوا:
يا ابن رسول الله ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب؟ أي باقية
تبقي منا بعد هذا؟ فقال الإمام الرضا: (اقرؤوا ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى:
30] ما اقتديت إلا بربي عز وجل فيكم، وبرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وبالإمام علي ومن بعده من آبائي الطاهرين، عتبوا عليكم فاقتديت بهم،
قالوا لماذا يا ابن رسول الله؟ قال: لدعواكم أنكم شيعة الإمام علي.. ويحكم إنما
شيعته الحسن والحسين وأبوذر وسلمان والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر الذين لم
يخالفوا شيئا من أوامره، ولم يركبوا شيئا من فنون زواجره، فأما أنتم إذا قلتم إنكم
شيعته، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون مقصرون في كثير من الفرائض، متهاونون
بعظيم حقوق إخوانكم في الله، وتتقون حيث لا يجب التقية، وتتركون التقية حيث لابد
من التقية، فلو قلتم إنكم موالوه ومحبوه، والموالون لاوليائه، والمعادون لاعدائه،
لم انكره من قولكم ولكن هذه مرتبة شريفة ادعيتموها إن لم تصدقوا قولكم بفعلكم
هلكتم إلا أن تتدارككم رحمه من ربكم)
فقالوا: يا ابن رسول الله فانا نستغفر الله ونتوب إليه من قولنا، بل نقول
كما عملنا مولانا: نحن محبوكم ومحبوا أوليائكم ومعادوا أعدائكم، فقال الإمام
الرضا: (فمرحبا بكم يا إخواني وأهل ودي ارتفعوا ارتفعوا ارتفعوا فما زال يرفعهم
حتى ألصقهم بنفسه)، ثم قال لحاجبه: كم مرة حجبتهم؟ قال: ستين مرة فقال لحاجبه: (فاختلف
إليهم ستين مرة متوالية، فسلم عليهم وأقرئهم سلامي فقد محوا ما كان من ذنوبهم
باستغفارهم وتوبتهم، واستحقوا الكرامة لمحبتهم لنا وموالاتهم، وتفقد أمورهم وأمور
عيالاتهم فأوسعهم بنفقات ومبرات وصلات، ورفع معرات)[1]