نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122
لا إله إلا الله، الإقرار بماجاء به من عندالله، فمن آمن مخلصا ومات على
ذلك أدخله الله الجنة بذلك وذلك أن الله ليس بظلام للعبيد، وذلك أن الله لم يكن
يعذب عبدا حتى يغلظ عليه في القتل والمعاصي التي أوجب الله عليه بها النار لمن عمل
بها فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين، جعل لكل نبي منهم شرعة
ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة، وقال الله لمحمد a: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [النساء:
163]
وأمر كل نبي بالاخذ بالسبيل والسنة، وكان من السبيل والسنة التي أمر الله
عز وجل بها موسى عليه السلام أن جعل عليهم السبت وكان من أعظم السبت ولم يستحل أن
يفعل ذلك من خشية الله أدخله الله الجنة، ومن استخف بحقه واستحل ماحرم الله عليه
من العمل الذي نهاه الله عنه فيه، أدخله الله عز وجل النار، وذلك حيث استحلوا
الحيتان، واحتبسوها وأكلوها يوم السبت، غضب الله عليهم من غير أن يكونوا أشركوا
بالرحمن، ولاشكوا، في شيء مما جاء به موسى عليه السلام قال الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ
عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا
قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ [البقرة: 65]
ثم بعث الله عيسى عليه السلام بشهادة أن لا إله إلا الله، والإقرار بما
جاء به من عندالله، وجعل لهم شرعة ومنهاجا فهدمت السبت الذي امروا به أن يعظموه
قبل ذلك، وعامة ما كانوا عليه من السبيل والسنة التي جاء بها موسى، فمن لم يتبع
سبيل عيسى أدخله الله النار، وإن كان الذي جاء به النبيون جميعا أن لايشركوا بالله
شيئا.
ثم بعث الله عز وجل محمدا a وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا أدخله الله الجنة بإقراره، وهو إيمان
التصديق، ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمد a على ذلك إلا من
نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122