نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107
كرامته، ومن لم يزل في معصية الله ذاق وبيل نقمته، هنالك عقبى الدار)[1]
[الحديث: 175] قال الإمام علي: (حدود الفروض التي فرضها الله على خلقه هي
خمسة من كبار الفرائض: الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية الحافظة لهذه
الفرائض الأربعة، وهي فلكل الفرائض والسنن وجميع أمور الدين والشرائع.
فكبار حدود الصلاة أربعة، وهي معرفة الوقت، ومعرفة القبلة والتوجه إليها،
والركوع، والسجود، ولها خامسة لا تتم الصلاة وتثبت إلا بها، وهي الوضوء على حدوده
التي فرضها الله، وبينها في كتابه، وإنما صارت هذه كبار حدود الصلاة لانها عوام في
جميع العالم معروفة مشهورة بكل لسان في الشرق والغرب فجيمع الناس العاقل والعالم
وغير العالم يقدر على أن يتعلم هذه الحدود الكبار ساعة تجب عليه، لانها تتعلم
بالرؤية والاشارة، من ضبط الوضوء، والوقت، والقبلة والركوع والسجود لا عذر لاحد في
تأخير تعليم ذلك.
وسائر حدود الصلاة وما فيها من السنن، فليس كل أحد يحسن ويتهيأ له أن
يتعلم ما فيها من السنن من القراءة والدعاء والتسبيح والتشهد والاذان والاقامة
فجعل الله تبارك وتعالى هذه كبار حدود الصلاة، لعلمه عز وجل أن الناس كلهم
يستطيعون أن يؤدوا جميع هذه الاشياء في حالة وجوبها عليهم وجعلها فريضة، وجعل سائر
ما فيها سنة واجبة على من أحسنها، ووسع لمن لم يحسنها في إقامتها حتى يتعلمها.
وكبار حدود الزكاة أربعة معرفة القدر الذي يجب عليه فيه الزكاة، وما الذي
يجب الزكاة عليه من الأموال، ومعرفة الوقت الذي يجب فيه الزكاة، ومعرفة العدد
والقيمة، ومعرفة الموضع الذي توضع فيه.