نام کتاب : موازين الهداية ومراتبها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 103
الذنب الذي استغفرت منه، وهي أول درجة العابدين، وترك الذنب، والاستغفار
اسم واقع لمعاني ست: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود أبدا،
والثالث أن تؤدي حقوق المخلوقين التي بينك وبينهم، والرابع أن تؤدي حق الله في كل
فرض، والخامس أن تذيب اللحم الذي نبت على السحت والحرام حتى يرجع الجلد إلى عظمه
ثم تنشئ فيما بينهما لحما جديدا، والسادس أن تذيق البدن ألم الطاعات كما أذقته
لذات المعاصي[1].
[الحديث: 174] قال الإمام علي: (إن الله ابتدأ الأمور فاصطفى لنفسه منها ما
شاء، واستخلص منها ما أحب، فكان مما أحب أنه ارتضى الإيمان فاشتقه من اسمه، فنحله
من أحب من خلقه، ثم بينه فسهل شرائعه لمن ورده؛ وأعز أركانه على من جانبه، وجعله
عزا لمن والاه، وأمنا لمن دخله، وهدى لمن ائتم به وزينة لمن تحلى به، ودينا لمن
انتحله، وعصمة لمن اعتصم به، وحبلا لمن استمسك به، وبرهانا لمن تكلم به، وشرفا لمن
عرفه، وحكمة لمن نطق به، ونورا لمن استضاء به، وحجة لمن خاصم به، وفلجا لمن حاج
به، وعلما لمن وعى، وحديثا لمن روى، وحكما لمن قضى، وحلما لمن حدث، ولبا لمن تدبر،
وفهما لمن تفكر، ويقينا لمن عقل، وبصيرة لمن عزم، وآية لمن توسم، وعبرة لمن اتعظ،
ونجاتا لمن آمن به، ومودة من الله لمن صلح، وزلفى لمن ارتقب، وثقة لمن توكل، وراحة
لمن فوض، وسبقة لمن أحسن، وخيرا لمن سارع، وجنة لمن صبر، ولباسا لمن اتقى، وتطهيرا
لمن رشد، وأمنة لمن أسلم، وروحا للصادقين.. فالإيمان أصل الحق؛ وأصل الحق سبيله
الهدى، وصفته الحسنى، ومأثرته المجد، فهو أبلج المنهاج، مشرق المنار، مضئ
المصابيح، رفيع الغاية، يسير المضمار، جامع الحلبة، متنافس السبقة، قديم العدة،
كريم الفرسان، الصالحات مناره، والعفة