نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
كأنهما فرقانٌ من طير صواف يحاجان عن صاحبهما، اقرأوا سورة البقرة فإن
أخذها بركة وتركها حسرةٌ ولا تستطيعها البطلة[1].. وما من عبد يقرأ بها
في ركعة قبل أن يسجد ثم سأل الله شيئا إلا أعطاه إن كادت لتحصى الدين كله)[2]
[الحديث: 57] وهو في الترغيب في قراءة القرآن الكريم، وتعلم
علومه، والتزام تعاليمه، وبيان أثره في شخصية المؤمن وغيره، ونص الحديث هو قوله a: (تعلموا القرآن
واقرءوه وقوموا به، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا
يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعلمه ويرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكى على مسك)[3]
وقصة هذا الحديث هي أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعث بعثا فاستقرأهم فقرأ كل رجل ما معه من القرآن، فأتى على رجل من
أحدثهم سنا فقال: (ما معك أنت يا فلان؟)، قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال:
(أمعك سورة البقرة؟)، قال: نعم، قال: (اذهب فأنت أميرهم، فإنها إن كادت لتحصى
الدين كله)، فقال رجلٌ من أشرافهم: والله ما منعني يا رسول الله أن أتعلمها إلا
خشية أن لا أقوم بما فيها، فذكر a الحديث.
وفي قوله a:
(فإنها إن كادت لتحصى الدين كله) دليل على أن الشرف المرتبط بها ليس لحفظها أو
تلاوتها فقط، وإنما للالتزام بتعاليمها.
[الحديث: 58] وهو في بيان تأثير القرآن الكريم في طرد شياطين
الإنس والجن، وذلك للمعاني الواردة فيه، لا لمجرد التلاوة، وضرب مثالا على ذلك
بسورة البقرة، ونص الحديث هو قوله a: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي
تقرأ فيه
[1] فسرت (البطلة) بالسحرة، واللفظ لا يدل على
ذلك، بل يدل على الباطل الذي هو مقابل الحق، أي أن المتمعن في سورة البقرة، سيجد
من الحق ما يرد به الباطل.