وقد حذفت من الحديث ما ورد في بدايته: (القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون
ألف حرف)، لأن القرآن الكريم بقي ينزل إلى آخر حياته a، بالإضافة إلى الاختلاف الكبير في عدد حروفه[2].
[الحديث: 51] وهو يرغب في التلاوة من خلال ذكر تنزل الملائكة
عندها وحضورهم واستماعهم وما في ذلك من البركات الكثيرة، ونص الحديث هو قوله a: (تلك الملائكة دنت
لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم)[3]
وسبب قوله هو ما روي عن بعض الصحابة أنه كان يقرأ القرآن الكريم وفرسه
مربوطةٌ، وكانت تتحرك بقراءته، وتسكن بسكونه، فرفع رأسه إلى السماء، فإذا (مثل
الظلة فيها أمثال المصابيح)، فلما أصبح حدث النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (وتدري ما ذاك؟) قال: لا
والله، فذكر الحديث.
وهو ليس بمستغرب لأنه من الإكرامات الإلهية وخاصة في زمن النبوة لتثبيت
المؤمنين، وذلك لا يعني أنه إذا لم تحصل تلك الحركة التي حصلت له لا تحضر
الملائكة؛ فهم عليهم السلام موجودون معنا، وفي كل مكان.
وقد روي في حديث آخر تنزل السكينة بدل الملائكة، فقد روي أن رجلا كان يقرأ
سورة الكهف وعنده فرسٌ مربوطة؛ فتغشته سحابةٌ فجعلت تدنو، وجعل فرسه ينفر منها،
[2] ذكر السّيوطي في كتابه (الاتقان في علوم
القرآن) عدّة أقوال في عدد حروف القرآن فقد ذكر بعضهم أنّ عددها (1000000) حرف، وذكر
آخر أنّ عددها (323671) حرفًا، وأورد غيره أقوالًا أخرى منها أنّ عددها (340740)
حرفًا. أو (340740) حرفًا.