responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36

الفصل الأول

القرآن الكريم والحقائق المقدسة

ينطلق المنبع الأول من منابع الهداية الصافية من رحمة الله تعالى وعنايته بعباده، ذلك أنه لم يكتف بتلك التعاليم الشفوية أو العملية التي يقوم بها أي رسول من رسله، وإنما تنزل لعباده، ليخاطبهم باللغة التي يفهمونها، وذلك عبر كلماته المقدسة التي تحوي أصول الحقائق والقيم، ليكون غيرها تابعا ومفسرا لها.

وبذلك فإن القرآن الكريم هو الأساس الأول لكل منابع الهداية؛ فمنه تنطلق، وإليه ترجع، وهو يشبه في ذلك ما يتعارف عليه البشر فيما بينهم؛ فهم لا يكتفون بتلك القوانين التي يصدرونها كل حين، وإنما يضيفون إليها، أو يقدمون لها بالوثيقة التي تضع الأصول الكبرى التي تنبني عليها تلك القوانين، ويسمونها دساتير.. ويحرصون على أن تحوي كل ما يضمن سلامة الدولة أو المؤسسة من الانهيار؛ فلذلك يضعون فيها كل الاحتمالات الممكنة التي تضعهم على السكة الصحيحة.

ولهذا أخبر الله تعالى عن شمول كتبه المقدسة لكل شيء، والذي يعني كل الحاجات التي يتطلبها الدين، سواء من الحقائق الضرورية للسلوك، أو القيم الضابطة له.

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى عن التوراة: ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الأعراف: 145]

فالآية الكريمة تشير إلى أن الله تعالى أودع في التوراة كل الحقائق والقيم التي يحتاجها

نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست