نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 242
هذا الحديث بزعم تعظيم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وتنزيهه عن النطق به، ولا مجال
إلى مثل هذا الإنكار فإن الحديث صحيح، بل هو عندنا متواتر، فقد رواه مسلم من حديث عائشة،
وأم سلمة كما ذكرنا، ومن حديث أبي هريرة وجابر، وورد من حديث سلمان، وأنس، وسمرة، وأبي
الطفيل، وأبي سعيد وغيرهم[1]، وتعظيم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم تعظيما مشروعا إنما يكون بالإيمان
بكل ما جاء عنه a
صحيحا ثابتا، وبذلك يجتمع الإيمان به a عبدا ورسولا دون إفراط ولا تفريط، فهو a بشر بشهادة الكتاب والسنة، ولكنه سيد البشر وأفضلهم إطلاقا بنص الأحاديث
الصحيحة)[2]
وقال آخر: (في هذا الحديث رد على أهل
الغلو في حق النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقد
بين أنه بشر يغضب كما يغضب البشر، وإن كان أعلم الخلق بالله، وأتقاهم لله، وأبعدهم
عن كل سوء وخطأ، إلا أنه ليس معصوما من الخطأ في اجتهاده، وليس معصوما من مثل ذلك الذي
يصدر منه على وجه الندرة، بوصفه بشرا؛ لكنه a معصوم من أن يقر على اجتهاد أخطأ فيه، بل ينزل عليه الوحي بتصحيح ما
أخطأ فيه، ثم إن ما صدر منه في حال غضبه، وتعلق به حق غيره من البشر، من مثل ذلك السب
واللعن، هذا الذي صدر منه: مأمون العاقبة، إذا كان قد صدر في حق من ليس أهلا، بما وعده
الله في هذه الأحاديث، أن يجعل ذلك له زكاة وأجرا وقربة من الله يوم القيامة)[3]
وقال: (والأقرب إلى ظاهر النصوص: أن
ذلك اللعن، أو السب، أو الجلد والضرب، المذكور في هذه النصوص: قد صدر في حق من ليس
أهلا له، إما باجتهاد منه