نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 239
السواك دون الفرشاة والمعجون هو
واحد من الأسباب الرئيسية لتفشي ظاهرة تسوس الأسنان في بعض المجتمعات الإسلامية،
كما أنه قد يكون وسيلة لنقل العدوى والأمراض حيث يصعب تنظيفه وحفظه. وإذا استحدثت
مستقبلاً طريقة لنظافة الفم والأسنان أفضل من الفرشاة والمعجون فلا مانع من ترك
الفرشاة والمعجون إلى هذه الطريقة)[1]
وهذا كلام خطير، وناتج عن جهل ودعوى
أيضا.. لأن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان في إمكانه أن يأمر بتنظيف الفم من دون ذكر الوسيلة المرتبطة
بذلك.. وذكره للوسيلة، بل ربطها ببعض الشعائر التعبدية يدل على أن الوسيلة في
ذاتها مطلوبة، وأن لها تأثيرها الذي لاشك فيه.
ونحن نوقن أن الأمة لو التزمت بهذه
السنة في كل محل، وبعد كل أكل، كما كان يفعل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لما احتاجت إلى طب أسنان.. ولذلك فإن تلك الدعوى بأن الذين
التزموا بسنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في السواك لم تنفعهم تلك السنة جرأة كبيرة على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
النموذج الثاني: لعن من لا يستحق اللعن:
وهو لا يتعلق بالقدح في العصمة العلمية فقط، بل يتعلق بالعصمة السلوكية
والعملية أيضا، ذلك أنه يصور رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بصورة المزاجي المنفعل الذي يسارع إلى اللعن والإساءة لكل من
اختلف معه، ولو في شؤون دنيوية بسيطة، ثم يطلب من الله تعالى بعد ذلك أن يستبدل
تلك اللعنات التي صبها على ذلك الذي اختلف معه، ويحولها إلى رحمات.
وذلك الحديث هو ما يروونه عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه قال: (اللهم إنما
أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك كفارة
وقربة تقربه بها عندك
[1] انظر مقالا بعنوان (الطب النبوي. رؤى
نقدية) على موقع إسلام أون لاين، مع العلم أن الموقع تتبناه تيارات الإسلام
السياسي.
نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 239