قال: أرأيت إن منعت من هذه الاستفادة، وحرمت من هذا التمتع!؟
قلت: حينها سأعتبر نفسي خاليا من المال، حتى لو عمرت كنوز الدنيا خزائني.
قال: فهذا الشعاع يخاطبك من هذا الباب لينزع من قلبك عبودية الذهب والفضة، وينزع من الفقير شوقه الذي استعبده للذهب والفضة.
قلت: يخاطبه بمنطق الفناء الذي خاطبه به الشعاع السابق.
قال: أجل.. فما أكثر الخلق الذين لم يشهدوا هلاك أموالهم.. وكل الخلق شهدوا هلاكهم عن أموالهم.
قلت: فهل من فرق بينهما؟
قال: في التحقيق لا فرق بينهما.. فسواء ذهب مالك عنك، أو ذهبت أنت عن مالك.
قلت: أي عزاء يحمله هذا المعنى للفقراء.. ألسنا نبحث عن سلوى الفقراء؟
قال: هذا المعنى يخلص الفقراء من عبودية الشعور بالفقر للأشياء ليزج بهم في عبودية الافتقار لله.
قلت: فكيف نتحقق به؟
قال: بذكر الموت.. فما حل الموت في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا كثره.