قال: لقد كان ما حل بتلك الجنة من من أكبر نعم الله عليهم.
قلت: كيف تقول هذا؟.. هذه عقوبة، وليست نعمة.
قال: كل نعمة تحجبك عنه عقوبة.. وكل عقوبة توصلك إليه نعمة.
قلت: صدقت.. فلولا أن الله تعالى ابتلاهم بهذا البلاء، لما قالوا:{ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}(القلم: 29)
قال: إن غلة هذه المقولة أعظم من كل غلة كان يمكن أن يظفروا بها.
الشعاع الثاني:
قلت: فما الشعاع الثاني؟
قال: هو الشعاع الذي يضيء من سراج قوله تعالى:{ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}(القصص:82)
قلت: فما في هذا الشعاع من حقائق هذه الجوهرة؟
قال: هذا الشعاع يقول لك: إن لم تشهد هلاك مالك، فستشهد هلاكك، وفي هلاكك هلاك مالك.
قلت: وضح لي ما تقصد.
قال: ما الغرض الذي تطلبه من الأموال؟
قلت: الانتفاع بها، والاستفادة منها.