قال لي: أربعة جواهر، فاحمل حقائبك،
وهات قلمك، وتعال.
قلت: لم القلم؟
قال: ألست مع المعلم؟
لست
معزولا:
قال لي معلم السلام، وهو يشير إلى
نور صرف رأيته أمامي: هذه جواهر قوله تعالى:{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}(الضحى:3)
ثم قال: هذه أول جوهرة ينالها
الفقير عندما يدخل قصر الاستغناء بالله.. ذلك أن أكبر حزن يعيشه الفقير هو شعوره
بالعزلة، وأنه فرد شاذ في هذا الوجود، لا قيمة له إلا كقيمة الحجارة والتراب، بل
أحيانا يشعر أن الحجارة والتراب أهم منه، فلذلك يحسد التراب الذي يعمر بساتين
الأغنياء، والحجارة التي تبني قصورهم.
قلت: صدقت في ذلك.. فما اسم هذه
الجوهرة.. أهي الكبريت الأحمر أم الأصفر أم الأكهب، أم هي العقيق، أم هي الزبرجد
أم..؟
قال: هذه جوهرة ليس لها اسم من كل
هذه الأسماء، وهي أجمل من كل هذه الأسماء، إن اسمها ( لست معزولا )
كتمت ضحكة في قلبي، وقلت في نفسي: ما
هذا الاسم الغريب، لعله مثل الأسماء التي نتفنن بها في الأطعمة كقولنا:( كل واسكت
)