نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد]
نقلا عن بعضهم؛ فقد قال متحدثا عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (من تأمل تدبيره a أمر بواطن الخلق، وظواهرهم، وسياسة الخاصة
والعامة، مع عجيب شمائله، وبديع سيره، فضلا عما أفاضه من العلم، وقرره من الشرع،
دون تعلّم سبق، ولا ممارسة تقدمت، ولا مطالعة للكتب، لم يمتر في رجحان عقله، وثقوب
فهمه لأول وهلة.. ومما يتفرع عن العقل ثقوب الرّأي وجودة الفطنة والإصابة، وصدق
الظن، والنظر للعواقب، ومصالح النفس، ومجاهدة الشهوة، وحسن السياسة، والتدبير،
واقتفاء الفضائل، واجتناب الرذائل، وقد بلغ a من ذلك الغاية التي لم يبلغها بشر سواه a.. ومن تأمل حسن
تدبيره للعرب الذين كالوحش الشارد، والطبع المتنافر المتباعد، كيف ساسهم؟ واحتمل
جفاهم، وصبر على أذاهم، إلى أن انقادوا إليه، واجتمعوا عليه، وقاتلوا دونه أهليهم:
آباءهم، وأبناءهم، واختاروه على أنفسهم، وهجروا في رضاه أوطانهم، وأحبابهم، من غير
ممارسة سبقت له، ولا مطالعة كتب يتعلّم منها سنن الماضين، فتحقّق أنه a أعقل الناس، ولما
كان عقله a
أوسع العقول لا جرم اتسعت أخلاق نفسه الكريمة اتساعا لا يضيق عن شيء)[1]
ومن الأمثلة عنها ما
ورد من الشهادات الكثيرة لغير المسلمين، والذين لم يملكوا في لحظات الصدق والإخلاص
إلا أن يقروا بعظمة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كما ذكرنا النماذج الكثيرة على ذلك في كتاب
[قلوب مع محمد a]
ولا بأس أن أشير هنا
إلى علمين من غير المسلمين ممن أشاروا إلى الشخصية الكاملة لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
أما أولهما، فهو الكاتب
الاسكتلندي والناقد والمؤرخ [توماس كارليل] الذي كتب