نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 55
يبعثون
إلى الإمام رسائل تهنئة في شتى المناسبات، والإمام بدوره أيضًا كان يجيب عن
رسائلهم، فقد كانت مثل هذه العلاقات المبنية على أساس الأدب والاحترام قائمة في الأطر
العادية، ولكن لم يكن هناك أي ثقة بالجبابرة والمستكبرين وأتباعهم وعملائهم) [1]
ونحب
أن نضيف إلى ما ذكره الإمام الخامنئي من شواهد على القدرة التسييرية للإمام الخميني ذلك الموقف
المصيري الذي حكاه عن نفسه عندما كان منفيا في باريس، وأراد العودة بعد أن رأى أن
الضرورة تدعو إلى ذلك، لكن الكثير راح يثنيه عن العودة، لكنه لم يبال بذلك، وقد
ذكر ذلك الموقف وأهميته، وكيف كشفت الأيام قيمته، فقال: (آنذاك كنت أعاني، وكانت
الهجمات تشن من كل الأطراف والتهديدات تنهال من كل حدب وصوب، من أمريكا، من إيران،
كانوا يريدون منعي من العودة إلى إيران، وخططوا لتلك المؤامرات التي أحبطت بحمد
لله، ومن يومها وإن لم أكن متأكدا إلى حد كبير، غير أنه رجح لدي احتمال قوي بأن
القضية غير عادية وقد كانت كذلك بالفعل.. ولهذا فإن كل تلك التهديدات والتوصيات
التي وصلتني من الحكومة الإيرانية بواسطة الحكومة الفرنسية والأمريكية بوسائل
مختلفة، قد عززت من اعتقادي في أنهم يدبرون أمرا ما، وأن قلوبهم تمتلئ بالخوف من
عودتي إلى إيران، وأنهم يريدون تأخير هذا الأمر بأي ثمن، حيث كانوا يرددون: (لا
تتعجل الذهاب الآن!)، وكأنهم يريدون إظهار نوع من التعاطف معنا وحرصا على مصالحنا،
في حين كنت أعلم بأن الأعداء لا يريدون مصلحتنا، إنهم يريدون تحقيق مصالحهم وحينما
أدركت ذلك عزمت على العودة وقلت يجب أن أعود.. كما بعض الأصدقاء المحيطين أوصلوا
إلينا مقترحاتهم من أن الوقت لايزال مبكرا للعودة إلى إيران، ولكني أدركت من
إصرارهم بأن الوقت ليس مبكرا وينبغي العودة إلى إيران الآن فهم يحاولون تجميع
قواهم