نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262
ولم
يكن (الشاه) رجلًا قوياً.. والخطأ الثاني أنه أرغم النواب على الاستقالة، وأعلن حل
المجلس النيابي، ومنحت استقالة النواب وحل المجلس الفرصة القانونية للشاه، ليعين
رئيساً للوزراء، لأنه ـ وفقاً للقانون ـ يكون تعيين رئيس الوزراء في حالة عدم وجود
المجلس بأمر من الشاه ـ هذا هو الخطأ الذي قام به الدكتور مصدق، وتبعاً لذلك فقد
أعادوا هذا الرجل (الشاه) إلى إيران ثانية! وقال البعض للدكتور لقد خرج بعملك
(محمد رضا شاه) ودخل (رضا شاه)! أي رجع وهو رجل أكثر تعجرفاً!) [1]
وبناء
على هذه المراجعات التاريخية المهمة كانت مواقف الإمام الخميني جميعا في منتهى
الحزم والصرامة، حتى لا يترك لأمثال تلك الأخطاء القضاء على كل بنيان الثورة، يقول
معبرا عن حساسيته تجاه هذا الموضوع: (أما الآن فالوضع حساس أيضاً، وأنا أخشى الأخطاء!
نحن الآن نتحمل مسؤولية، وقد رأينا أخطاء الماضي، وأخشى ما أخشاه أن تقع فئات
الشعب من شخصياتنا العلمية والسياسية والثقافية، في أخطاء وحينها سنبقى في المحنة
إلى النهاية وينعدم الأمل في تجدد ثورة أخرى)[2]
وعندما
نقارن هذه اللغة بتلك اللغة التي كان يستعملها قادة الحركة الإسلامية، وخصوصا
الإخوان المسلمين نجد الفارق الكبير بينهما؛ فالإخوان المسلمون في مصر كرروا نفس
الأخطاء، ومرات متتالية، بناء على عدم معرفتهم بالواقع، ومراجعتهم لتجاربهم أو
تجارب الحركات الأخرى، بما فيها الثورة الإسلامية الإيرانية نفسها.. ولذلك لم يبق
لهم أي رصيد في الواقع على الرغم من الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم، ومنها وصولهم
إلى رئاسة الجمهورية نفسها.