نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
وفي
خطاب آخر له جدد نفس تلك التحذيرات من تحريف الثورة الإسلامية عن مطالبها المرتبطة
بالدين، وتحويلها إلى أيدي أولئك المستلبين للغرب، الذين يريدون هدم الإسلام باسم
الحرية وحقوق الإنسان، يقول: (إنني أحذر الصحفيين، الإذاعة والتلفزيون، الجماعات
التي بدأت تمارس نشاطها الآن، هذا تحذير للجميع بأنهم أرادوا عدم خيانة الشعب، إذا
أرادوا خدمة البلد، فليتعرفوا على توجهات الشعب وتطلعاته، وليتأملوا في البواعث
التي دفعت أبناء الشعب للنـزول إلى الشوارع والهتاف (الله أكبر)، والتضحية
بشبابهم. لماذا حصل هذا؟ لقد كان من أجل الإسلام. كانوا يريدون الإسلام، لم تكن
المسألة فقط أننا نريد الحرية، فالحرية بدون الإسلام لا تريدها إيران، لا يريدها
شعب إيران، أن الشعب الإيراني ينشد الإسلام. لتكن الحرية ولكن مثل الاتحاد
السوفييتي؟ لتكن الحرية ولكن مثل دولة أخرى؟ أجنبية؟ متى كان شعبنا يريد مثل
هذا.؟! أن هؤلاء السادة مخطئون ولا أقول خائنون، وإنما أقول مخطئون، عليهم أن
يتلافوا أخطاءهم، يجب أن يكون الجميع متحدين مع بعضهم، مثلما حققوا باتحادهم ما هم
فيه الآن)[1]
وبناء
على هذا نرى الإمام الخميني يدعو إلى التشدد في اختيار المسؤولين أو في قبول
ترشيحات من يرشحون أنفسهم للانتخابات، حتى لا يتولى المسؤولية إلا المتدينون
الصادقون في تدينهم، ومن الأمثلة على ذلك قوله في وصيته الإلهية: (من الأمور
الضرورية أيضا، تديّن نواب مجلس الشورى الإسلامي، فقد رأينا جميعاً أي أضرار محزنة
لحقت بالإسلام وبإيران نتيجة عدم صلاحية مجلس الشورى وانحرافه منذ الفترة التي تلت
النهضة الدستورية وحتى عهد النظام البهلوي المجرم، والتي كان أسوئها وأخطرها عهد
ذلك النظام الفاسد المفروض. يا لها من مصائب وخسائر مدمرة حلت بالبلاد والشعب على أيدي
هؤلاء