نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 229
والتزامه
يزداد يوماً بعد يوم، وهذا ما لم يحصل بسبب هذه الثورة بل بسبب الثورة الباطنية،
فالثورات كانت في كثير من الأماكن، لكنَّ الثورة الباطنية التي حصلت في هذا البلد
لم تكن إلّا بعناية الله تبارك وتعالى)[1]
بناء
على هذا سنذكر هنا مظهرين للثورة الإسلامية، مرتبطان بهذا الجانب، لا نجد نظيرا
لهما في التاريخ جميعا.
1 ـ نشر القيم الإسلامية وتربية
الشعب عليها:
من
أهم مميزات الثورة الإسلامية الإيرانية أنها لم تكتف بالدعوة للإصلاح في الجوانب
السياسية والاقتصادية والاجتماعية فقط، وإنما أضافت إليها الدعوة لإصلاح الجوانب
التربوية والأخلاقية والروحية والتي لا نجد لها اهتماما في أي ثورة من الثورات، أو
دولة من الدول، لاعتبارهم لها من الشؤون الشخصية التي لا يحق التدخل فيها.
ولهذا
نرى المغرضين الذين لا يفهمون أسرار الثورة الإسلامية يتوهمون أنها ضد حقوق
الإنسان، لأن حقوق الإنسان عندهم تتمثل في التفسخ والانحلال، لا في التقوى
والصلاح.. ولهذا لم تنكر تلك الجمعيات على الشاه دعوته للتبرج، واستعماله كل وسائل
القمع لذلك، وإنما أنكرت دعوة الجمهورية الإسلامية للحشمة والحجاب وكل القيم
الأخلاقية التي جاءت الشريعة للدعوة إليها.
ولهذا
نرى الإمام الخميني ينتقد تلك الجمعيات، ويعتبر مواقفها نفاقا وكذبا وتلفيقا،
ويضرب المثال على ذلك بمواقفها من دول الاستكبار العالمي، وخصوصا أمريكا، فيقول: (انظروا
ماذا ارتكب هؤلاء الأمريكيون الذين وقّعوا على إعلان حقوق الإنسان من جرائم على
هذا الإنسان في السنوات الأخيرة، وأنا أتذكّرها أكثر منكم، لكبر سنّي. ماذا حصل