نام کتاب : إيران ثورة وانتصار نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 227
النهضة
الإسلامية التي تنبثق من الشعب ذاته، وهو ما حدث في إيران. بعد أن انتصرت الثورة،
إذا بكل إيران تنهض فجأة ومن دون أي تنظيم مسبق ومن دون أن يضطلع أشخاص معيّنون
بتوعية الناس، نهض أبناء الشعب أنفسهم وأسسوا مؤسسات وجماعات. في كل إيران شكّل
الناس أنفسهم محاكم، وتولى القضاء في كل مدينة وفي كل ناحية رجلُ دينٍ، وتولى
أشخاص آخرون الادعاء العام وما إلى ذلك، من دون أي تعيين من المركز، وظهرت
المؤسسات المختلفة في كل أنحاء إيران وانبثقت تلقائياً) [1]
ثم
بين أن كل المؤسسات التي قامت كان هدفها إقامة دين الله، ولذلك يسر الله لها
النجاح في تحقيق مطالبها، ولو أنها قامت بغير ذلك لما تيسر لها ذلك، يقول: (اللجان
والحرس وكل هذه المؤسسات الجديدة شكّلتها الجماهير من دون أن يكون ثمة جهاز أو
مؤسسة تدفعهم لذلك. وطالما كان هذا المعنى وهو أن الناس يرون أنفسهم مكلفين
بالبناء، فلن يصيبهم أي مكروه.. إنما يصيب المكروهُ البلدَ والشعب ـ لا سمح الله ـ
يوم يزول من بين الناس هذا المعنى الذي ظهر في أوائل النهضة وادى إلى النصر. أي أن
الحال تؤول بسبب الاختلافات وتشتت الأهواء النفسية، إلى اضمحلال ذلك المعنى الإلهي
الذي كان بين الشعب وأوجب النصر، وعندئذ سترتفع يد الرحمة الإلهية عن هذا البلد لا
سمح الله.. اعملوا على أن لا تخرج كلمة (يد الله مع الجماعة) هذه من أيديكم. إذا
كانت الجماعات كلها مع بعضها وكانت الفكرة إسلامية، كانت يد الله معهم) [2]
وفي
خطاب آخر له بتاريخ 1 جمادى الثانية 1406 هـ وبحضور السيد علي الخامنئي الذي كان
حينها رئيسا للجمهورية ذكر بنفس المعاني، فقال: (إن هذه الثورة لا تختص بإيران