وفي
خطاب آخر له بتاريخ 8 جمادى الأولى 1399 هـ أمام وفد من دول عربية مختلفة قال: (لا
تتوقعوا أن تقوم الحكومات بعمل لصالحكم. لقد نصحت الحكومات العربية لأكثر من 15
عاما وحثثتهم على الوحدة لإنقاذ القدس، إلا أن ذلك لم يؤثر فيهم مطلقاً، لان مثل
هذه الأمور لا تخطر على بالهم أبدا وهم إذا ما تحدثوا حول عن ذلك فحديثهم يشبه إلى
حد كبير الاحاديث التي كان يتبجح بها الشاه المخلوع فيما يتعلق بالتقدم والحضارة
الكبرى.. فهؤلاء لا يخطر على بالهم التفكير بالشعوب، وعلى الشعوب ذاتها أن تفكر
بمصالحها. ولو تقرر أن نقف بانتظار ما تقوم به الحكومات من أجلنا لبقينا على حالنا
من التخلف ولبقي الشاه المخلوع يحكمنا. لقد واجهنا نحن بقوة الإيمان التي تحققت
لشعبنا، واجهنا تلك القوى وانتصرنا بحمد الله وقضينا عليهم)
ثم
بين لهم ضرورة النهضة والثورة على الاستبداد والظلم لتحقيق المشروع الإسلامي في كل
البلاد الإسلامية، فقال: (إذا أردتم التغلب على مشاكلكم، إذا أردتم إنقاذ القدس وإنقاذ
فلسطين وإنقاذ مصر وسائر الدول العربية من أيدي هؤلاء العملاء ومن أيدي الأجانب،
فان على الشعوب أن تنهض، على الشعوب أن تقوم بهذا الأمر وأن لا تبقى بانتظار قيام
الحكومات بذلك، فتلك الحكومات لا تتحرك الا لما يحقق مصالحها)[2]
وبين
لهم ضرورة التضحية لتحقيق ذلك، فقال: (على الشعوب أن تثور، على الشعوب أن تدرك أن
سرّ النصر يكمن في تمني الشهادة، وفي الأعراض عن الحياة المادية والدنيوية
والحيوانية. إنه السر الذي يمكّن الشعوب من التقدم السر الذي أشار إليه القرآن