نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
بفعل الزحام أو
بفعل طاهر أن انقلبت واستطاع الأمين أن يسبح إلى الشاطيء وهناك أسره الجنود
الخراسانيون وقتلوه بأمر من طاهر، وبذلك تنتهي خلافة الأمين، وتولى المأمون
الخلافة) [1]
ليست الحرب بهذه
الصورة البسيطة التي اختزلناها في هذه الفقرات، نقلا عما ذكره المؤرخون المعاصرون،
بل إن المؤرخين ذكروا مآسي كثيرة حصلت فيها، حتى أن بعض المعاصرين من الذين يمجدون
هارون، ويعتبرونه من أبطال الإسلام قال في مقال له عن الأمين بن هارون: (كان محمد الأمين ضحية فتنة من أكبر الفتن التي شهدها التاريخ الإسلامي على مر العصور، وهي ثالث فتنة يتعرض لها المسلمون بعد الفتنة الكبرى، التي ثارت في عهد الخلفاء الراشدين، والتي انتهت بمقتل الخليفة عثمان بن عفان، وكانت الفتنة الثانية في عهد الأمويين، وذلك بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان.. فقد سقط
محمد الأمين ضحية نظام ولاية العهد الثنائي، الذي ذهب ضحيته الخليفة الوليد من قبل، وكانت النتيجة واحدة في الحالتين: حياة قلقة مضطربة لخليفة مضطهد، تنتهي بصورة درامية مفزعة بحز رأسه، ثم لا يبقى من ذكراه سوى
سطور مبهمة وأقوال متضاربة في سجل التاريخ)[2]
وللأسف، فإن هذا
الباحث آلمه أن يحز رأس الأمين من طرف أخيه، ولم يؤلمه تلك الرؤوس الكثيرة التي
حزت على مدى خمس سنوات، والتي كان سببها الأخوان المتقاتلان، وكان سببها قبل ذلك
أب سفيه راح يتلاعب برؤوس رعيته، كما تلاعب قبل ذلك بأموالها.
وسنورد هنا بعض
المشاهد البسيطة من تلك الحرب، ومن خلال كتاب الذهبي المسمى للأسف [تاريخ
الإسلام]، وإن كان الأولى أن يسميه [تاريخ المستبدين]