نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69
يا راكبا قف
بالمحصب من منى.. واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحرا إذا فاض
الحجيج إلى منى.. فيضا كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب
آل محمد.. فليشهد الثقلان أني رافضي[1]
ولم يكن كل ذلك
سوى أمثلة عن بعض المشاهير ممن وصل إلينا خبر مقتلهم في عهده وبأمر منه، أما من لم
يصل إلينا خبره، فالله أعلم بهم، وقد ورد في المصادر التاريخية أن حميد بن قحطبة
الطائي الطوسي قال: طلبني الرشيد في بعض الليل، وقال لي فيما قال: خذ هذا السيف،
وامتثل ما يأمرك به الخادم، فجاء بي الخادم إلى دار مغلقة، ففتحها وإذا فيها ثلاثة
بيوت وبئر، ففتح البيت الأول، وأخرج منه عشرين نفساً عليهم الشعور والذوائب، وفيهم
الشيوخ والكهول والشبان، وهم مقيدون بالسلاسل والأغلال وقال لي: يقول لك أمير
المؤمنين اقتل هؤلاء، وكانوا كلهم من ولد علي وفاطمة فقتلتهم الواحد بعد الواحد،
والخادم يرمي بأجسامهم ورؤوسهم في البئر، ثم فتح البيت الثاني، وإذا فيه أيضاً
عشرون من نسل علي وفاطمة، وكان مصيرهم كمصير الذين كانوا في البيت الأول، ثم فتح
البيت الثالث، وإذا فيه عشرون، فألحقهم بمن مضى، وبقي منهم شيخ، وهو الأخير، فقال:
تباً لك يا ميشوم أي عذر لك يوم القيامة عند جدنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
فارتعشت يدي، وارتعدت فرائصي، فنظر إليّ الخادم مغضباً، وهددني، فقتلت الشيخ، ورمى
به في البئر [2].
4 ـ
هارون.. وصراع الأسرة المشؤومة:
لم تكن دماء
الصالحين فقط هي التي سالت بغزارة في الفترة التي ولي فيها هارون، بل كانت هناك
دماء كثيرة أخرى، سفكت في حياته زورا وبهتانا، ثم ورّثها بعد ذلك لمن بعده من
أبنائه، فسالت دماء أخرى كثيرة كلها في سبيل تحقيق نزوات هارون وأسرته المشؤومة.