responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 39

وأن مجانيقه أخذت ترمي الأبراج الأمامية للحصن، وسيطر الفزع على الصليبيين وبخاصة حين هرب سيد الحصن نفسه أرناط، وهنا أقدمت والدة العريس على خطوة تعرف وقعها على صلاح الدين الأيوبي بما اشتهر عنه من روح إنسانية نبيلة وإيثاره التسامح في جميع أعماله حتى في العمليات الحربية نفسها، إذ أعدت صحونا من طعام العرس، وبعثت بها إلى صلاح الدين، وأرسل صلاح الدين مقابل ذلك يسأل بأي الأبراج ينزل العروسان؟ ثم أصدر الأوامر بألا يتعرض هذا البرج للقصف من أدوات الحصار، وبرغم سيطرته الكاملة على الموقف وقدرة قواته على تحقيق أهدافها وتدمير الحصن الذي يسبب إزعاجاً مستمراً للمسلمين، ويعطل مصالحهم ويقف في طريق أدائهم لعبادة الحج.. فإن إنسانية صلاح الدين وحرصه على تطبيق كل قيم ومبادئ التسامح، فرضت عليه أن يستجيب لطلب الصليبيين عقد هدنة تتيح لضيوف العرس الحرية في العودة إلى ديارهم)[1]

ولسنا ندري ما نذكره عن هذا الموقف، وكيف يمكن أن يكون الحصن محاصرا في نفس الوقت الذي يقدم فيه أهله على القيام بعرس بالأوصاف التي ذكرها الكاتب؟.. وهل يمكن لقائد عسكري أن يقبل طعاما ـ قد يكون مسموما ـ من عدوه ؟.. ولم لم يعمم ذلك التسامح مع المسلمين المستضعفين؟، وأسئلة كثيرة كان ينبغي للكاتب أن يجيب عنها قبل أن يكتب قصيدته عن هذا المجد المزيف.

ولم يكن الأمر قاصرا على ذلك التسامح الذي قد نقبله على مضض، لكن المشكلة الأكبر هي تسامحه مع المحاربين، ليستعيدوا عافيتهم وقدرتهم من جديد، وقد رأينا كيف عادت القدس بعد فترة وجيزة من تحريرها إلى الصليبيين، لأن الحروب التي كان يقيمها صلاح الدين لم يكن هدفها طرد الصليبيين أو استئصالهم عن بكرة أبيهم كما فعل مع


[1] المرجع السابق.

نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست