نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 31
الحكمة والتي
كانت تحوى أكثر من مليوني كتاب، وبيعه لكتب الفاطميين بالبخس يعد بمثابة جريمة
حضارية في حق المصريين جميعاً، كما قام ذاك المجرم بهدم أهرامات الجيزة، والتي كان
عددها 18 هرماً بجوار الأهرامات الثلاثة الموجودة حالياً، والتي لم يتمكن من
هدمها)[1]
وقال آخر بعد أن
ذكر بعض مظاهر جرائمه في حق الثقافة: (ولكن ما يهم في الخبر هو إحراقه لمكتبة دار
الحكمة والتي احتوت على مليوني كتاب، بما فيها من كنوز ونفائس علمية وفلسفية لا
تقدر بثمن وهذا بحد ذاته جريمة حرب لا تختلف كثراً عما فعله التتار في بغداد حين
رموا بكل كتبها ونفائسها الفكرية في نهر دجلة الذي يقال بأنه بقي سبعة أيام أسود
اللون بسبب حبر الكتب التي صبغته وتعبيراً رمزياً عن حزن أنهر على تلك الجريمة
التتارية الهمجية)[2]
ثم تساءل بصدق
قائلا: (ماذا تفرق جريمة صلاح الدين عن جريمة التتار؟.. وهل جرائمه مباحة وجرائم
الغير مدانة؟.. لماذا ندين التتار ونشتمهم ليل نهار، ونمجد هذا المجرم وننتج عنه
مسلسلات تضعه في مراتب قدسية بين الناس؟.. ولماذا لا ننتج نفس المسلسلات عن هولاكو
وتيمورلنك باعتبار أن ما فعلوه لا يختلف كثيراً عما فعله هذا المجرم الأفاك السفاك
للدماء؟ كما أن تدميره لمعالم حضارية وأوابد تاريخية عظيمة كأهرامات مصر، يعتبر
جريمة حرب موصوفة وبربرية وهمجية ضد الإنسانية، باعتبارها أصناماً، ومعالم حضارية،
وكلنا علم ودراية بحقد وكراهية واحتقار الثقافة البدوية لكل ما هو حضاري وجمالي
وشريف ونبيل، وليأتي بعد حاولي ثمانية قرون من الزمن من يقلده في
[1]
انظر مقالا بعنوان: صلاح الدين الأيوبي كمجرم حرب، نضال نعيسة، الحوار المتمدن ،
2010 / 12 / 27 ..