نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 264
الأصول بالمذهب الأشعري، وفي
الفروع بالمذهب الشافعي، وتعصبت لهما علانية، ومكّنت لهما في الدولة، وضيّقت على
مخالفيها من الحنابلة وأهل الحديث.. وكذلك الدولة المملوكية بمصر والشام
(648-923هـ)، فقد سارت على نهج الدولة الأيوبية، في التمذهب بالأشعرية، وتعصبت لها
تعصبا شديدا، حتى أنه كان من يجرؤ على مخالفتها علانية ـ زمن المؤرخ المقريزي(ت
855هـ) ـ يكون مصيره القتل ـ وأما دول المغرب الإسلامي، فمنها الدولتان
الخارجيتان: المدرارية والرستمية، تمذهبت الأولى بالمذهب الصُفري، والثانية
بالمذهب الإباضي، وكل منهما تعصب لمذهبه، ومنها الدولة الزيرية، فإنها تمذهبت
بالمذهب المالكي عندما انفصلت عن الدولة العبيدية الفاطمية نحو سنة 434هـ، وانتصرت
له انتصارا كبيرا، وفرضته على رعيتها،و تعصّبت على غيره من المذاهب.. ومنها أيضا
الدولة المرابطية (453-541هـ)، تمذهبت في الفروع بالمذهب المالكي، وتمذهبت في
الأصول بمذهب السلف وأهل الحديث، وانتصرت لهما انتصارا كبيرا، وتعصبت على من
يُخالفهما من المتكلمين، والفلاسفة، والصوفية.. ومنها الدولة الموحدية
(441-668هـ)، تمذهبت بالأشعرية في الأصول، وانتصرت لها انتصارا كبيرا، وتعصّبت على
المالكية تعصبا زائدة، وحاربت التمذهب عامة، واشتدت في التعصب على خُصومهم
المرابطين، فكفّرتهم واستباحت دماءهم وأعراضهم)[1]
وما دام الأمر بهذه الصفة، وأنه
لا تخلو دولة من الدول من اعتماد مذهب من المذاهب، بما فيها الدولة العثمانية
نفسها؛ فلم العتب على الدولة الصفوية في ذلك، فإن كان جريمة فهم جميعا شركاء في
الجريمة، ولا يصح أن يعاقب مجرم، ويُترك آخر؟
ب ـ أن التشيع كان في إيران قبل
الصفويين:
[1]
التعصب المذهبي في التاريخ الإسلامي خلال العصر الإسلامي، مظاهره ، آثاره ، أسبابه
، علاجه، د. خالد كبير علال، دار المحتسب، 1429/ 2008، ص133.
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 264